الحساسية من الأصوات العالية | علاقتها بالفيبروميالجيا؟

الحساسية من الأصوات العالية

الحساسية من الأصوات العالية


الحساسية من الأصوات العالية، المعروفة باسم “Hyperacusis”، تعد حالة مرضية تسبب حساسية زائدة للأصوات، مما يجعل الأصوات الروتينية كصوت المياه المتدفقة تبدو عالية للغاية.

قد يحاول المصابون بهذا المرض تجنب المواقف الاجتماعية التي قد تسبب قلقًا وتوترًا، مما يؤدي إلى الانعزال الاجتماعي نتيجة لتجنب التعرض للضوضاء.

يمكنك الاستمرار في القراءة لفهم المزيد حول الأعراض والأسباب المحتملة لحساسية الأصوات العالية، حيث سنوضح أيضًا خيارات العلاج المتاحة ونشرح فعالية كل منها، ويمكنك أن تجد إجابة عن علاقة حساسية الصوت والفيبروميالجيا.

ما معني الحساسية من الأصوات العالية؟

تعرف الحساسية من الأصوات العالية، باسم “Hyperacusis”، وهو اضطراب يتسم بضعف تحمل للصوت في إحدى الأذنين أو في كليهما. 

تؤثر هذه الحالة على تفاعل الفرد مع ارتفاع مستويات الصوت، حيث يجعل الأصوات اليومية، مثل صوت محركات السيارات، تكون مزعجة بشكل عالي.

سماع الضجيج بشكل مفرط يمكن أن يتسبب في الشعور بالألم والاتهاب، مما يؤدي إلى توتر نفسي متزايد، وقد يجعل الوجود في أماكن عامة، مثل العمل أو المدرسة، أمرًا صعبًا. 

ويمكن أن يؤدي الحساسية من الأصوات العالية إلى وجود عدة تأثيرات على الإنسان، منها: العزلة الاجتماعية، والانسحاب الاجتماعي، والخوف من التعرض للضوضاء العالية (رهاب الصوت)، بالإضافة إلى الاكتئاب.

هنك أفراد يتأثرون بالحساسية من الأصوات العالية وهم الذين يعانون من طنين الأذن، وتظهر عادةً عند الذكور منذ الولادة، وتكون أكثر انتشارًا بين كبار السن، ورغم أن الشيخوخة ترتبط بشكل أساسي بهذا الاضطراب، إلا أنه يمكن أن يتأثر بها أيضًا الأطفال.

تشير الإحصائيات إلى أن ما بين 8% إلى 15% من البالغين يعانون من هذه الحالة حساسية الأصوات، وغالباً ما تشمل الأشخاص الذين يعانون من طنين الأذن، أو ارتفاع في صوت الرنين في الأذنين.

أسباب الحساسية من الأصوات العالية

الحساسية من الأصوات العالية | علاقتها بالفيبروميالجيا؟

تتعدد أسباب حساسية الأصوات، وتشمل الأسباب التالية:

  • التعرض المستمر للضوضاء العالية: حيث يُعتبر التعرض المستمر للضوضاء العالية، مثل سماع الموسيقى الصاخبة لفترات طويلة، أو تجارب مفاجئة مثل سماع طلقة نارية، من الأسباب الرئيسية لظهور حساسية الصوت.
  • إصابة في الرأس: يمكن أن تسبب إصابة في الرأس أو الفك أو الأذن ظهور الحساسية من الأصوات العالية، كما يحدث عند تعرض الفرد لحادث الذي يتضمن انفجار وسادة هوائية في السيارة.
  • الإصابة بالعدوى الفيروسية: يمكن لالتهابات الفيروسات التي تؤثر على العصب الوجهي أو الأذن الداخلية أن تسبب حساسية الصوت.
  • الجراحة في منطقة الفك أو الوجه: يمكن أن تحدث حساسية الأصوات نتيجة لتلف الأذن الداخلية أو العصب الوجهي أثناء عملية جراحية في منطقة الفك أو الوجه.
  • تأثير بعض الأدوية: بعض الأدوية، مثل بعض أدوية السرطان، يمكن أن تؤدي إلى تلف الأذن وظهور حساسية الصوت.
  • أمراض اضطرابات المناعة الذاتية: يمكن أن تحدث حساسية الصوت نتيجة لأمراض المناعة الذاتية، مثل الذئبة الحمراء.
  • اضطراب المفاصل الصدغي الفكي: تتصل مشاكل المفصل الصدغي الفكي بزيادة خطر الإصابة بمشاكل السمع، بما في ذلك فرط السمع.
  • حالات التوحد: يمكن أن تسبب حالات التوحد أو طيف التوحد حساسيات السمع، بما في ذلك فرط التوحد.
  • الضغوط العاطفية أو النفسية: تزيد مستويات التوتر العالية، بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، من خطر الإصابة بفرط السمع.
  • هناك بعض الحالات التي يظل السبب الدقيق فيها غير معروف.

قد يهمك أيضًا: الألم العضلي الليفي: 7 أسباب محتملة من نمط الحياة وحتى الوراثة

حساسة الأصوات والفيبروميالجيا

الحساسية من الأصوات العالية | علاقتها بالفيبروميالجيا؟

تفيد دراسة نشرت في مجلة الألم بأن مرضى الألم العضلي الليفي (الفيبروميالجيا) قد يظهرون فرطًا في الحساسية للأصوات العالية، لا فقط تجاه المحفزات المؤلمة، ولكن أيضًا تجاه الصوت والحرارة. 

وتشير هذه النتائج إلى أن هناك آليات زيادة الألم في حالة الألم العضلي الليفي تعمل في كل من الحبل الشوكي والدماغ.

شملت الدراسة 23 مريضًا يعانون من الألم العضلي الليفي، يتراوح متوسط أعمارهم حوالي 46.2 عامًا، و28 شخصًا في مجموعة التحكم الصحي أي غير مصابين، تم اختيارهم لمطابقة العمر (متوسط أعمارهم حوالي 49.6 عامًا)، وتم انتقاؤهم من شمال وسط فلوريدا، وتم استبعاد جميع مرضى الألم العضلي الليفي من التأثيرات النفسية وأدوية الألم

تم مناقشة المشاركين في تقييم شدة الألم والاكتئاب والقلق على مقياس تناظري بصري من 0 إلى 10 (VAS). وتم استخدام نظام VAS الإلكتروني من 0 إلى 100 (eVAS) لتقييم المشاركين بخصوص “الحرارة التجريبية غير المؤلمة والمؤلمة أو الأحاسيس الميكانيكية”.

كما أُجري اختبار قياس السمع، الذي شمل اختبار العتبات السمعية لتوصيل الهواء واختبار حساسية الصوت، كما أجريت اختبارات الحساسية الميكانيكية والحرارية بما في ذلك الاختبارات الحسية الكمية، والمحفزات الميكانيكية والحرارية الموضوعة على مؤخرة اليدين أو الساقين.

أوضت نتائج هذه الدراسة أن هناك علاقة بين حساسية الصوت والفيبروميالجيا، فهناك نسبة لا بأس بها طوروا حساسية الصوت عند إصابتهم بالفيبروميالجيا.

أعراض الحساسية من الأصوات العالية

الحساسية من الأصوات العالية | علاقتها بالفيبروميالجيا؟

هناك أعراض مختلفة يعاني منها الأفراد عند الإصابة بالحساسية من الأصوات العالية، حيث تظهر أعراض حساسية الأصوات بشكل متنوع، فهناك بعض الأعراض الخفيفة التي قد تتضمن مشاكل مثل:

  • اعتبار الأصوات اليومية مرتفعة جدًا.
  • عدم الراحة في الأذنين.
  • الصداع.
  • صعوبة في التركيز

في حين أن الأعراض الشديدة يمكن أن تشمل:

  • الألم عند تعرض المريض لأصوات فجائية.
  • إحساس بالفرقعة في الأذنين عند سماع أصوات عالية.
  • القلق.
  • نقص النوم.
  • التعب.
  • الخوف من المواقف الاجتماعية.

في حال الأطفال، قد تظهر حساسية الأصوات العالية بأعراض مثل البكاء أو الصراخ بسبب الانزعاج.

قد ترتبط حالات حساسية الصوت أيضًا بأمراض أخرى، مثل: طنين الأذن، أو شلل الوجه، أو متلازمة ويليامز، أو انفصام الشخصية، أو القلق، أو الاكتئاب.

يجب التنويه إلى أن مرض حساسية الصوت يختلف عن رهاب الصوت، الذي يشمل الخوف النفسي من الأصوات دون وجود مشاكل سمعية. 

ومع ذلك، يمكن أن يؤدي مرض حساسية الصوت إلى رهاب الصوت بسبب الإحساس المفرط لبعض الأصوات، مما يجعل الشرطين يظهران معًا.

اقرأ أيضًا: ابحاث جديدة عن مرض الفيروميالجيا

تشخيص الحساسية من الأصوات العالية

الحساسية من الأصوات العالية | علاقتها بالفيبروميالجيا؟

إذا كنت تشعر بأن الأصوات العادية تبدو أعلى من المعتاد، فمن المهم استشارة أخصائي الأذن والأنف والحنجرة، حيث يمكن لأخصائي الأنف والأذن والحنجرة استخدام الاختبارات التالية لتحديد ما إذا كنت تعاني من حساسية الصوت:

  • الفحص البدني: حيث يقوم الطبيب بفحص أذنك ورأسك بحثًا عن علامات الضرر الجسدي.
  • التاريخ الطبي: قد يساعد هذا الطبيب على تحديد أي حالات أو أحداث قد تؤثر على سمعك.
  • سؤالك مباشرة: سيطرح طبيبك أسئلة حول الأعراض لفهم ما تعاني منه.
  • قياس السمع النقي: يعتبر هذا الاختبار تقنية لقياس حساسية السمع لديك. 

لذا، يُنصح بزيارة أخصائي الأنف والأذن والحنجرة لتقييم حالتك وتقديم الرعاية المناسبة إذا كانت الأصوات تبدو لك أعلى من المعتاد.

علاج الحساسية من الأصوات العالية

يعتمد علاج حساسية الصوت على علاج السبب الرئيسي، حيث يكون الهدف منه إدارة الأعراض وتقليل حساسية السمع. 

الخيارات العلاجية تتشابه بشكل عام بين الأطفال والبالغين، باستثناء الجراحة، فمن طرق علاج حاساة الصوت:

العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

في هذا العلاج، يُعلمك أخصائي الصحة العقلية كيفية إدارة استجاباتك العاطفية للصوت، مما يساعد في التحكم في الأعراض والتعامل مع الجوانب النفسية لحساسية الصوت، مثل التوتر.

إزالة التحسس من الضوضاء

تتضمن هذه الطريقة الاستماع إلى الضوضاء الساكنة بشكل يومي لفترة زمنية محددة، بتوجيه من أخصائي السمع، مما يزيد تدريجياً من تحمّلك للصوت ويتطلب جهدًا استمراريًا على مدى 6 أشهر أو أكثر.

العلاج بالطب البديل

قد يُوصى بعلاجات بديلة لمعالجة الألم والتوتر المرتبط ببحساسية الصوت، وتشمل ممارسة التمارين، والتدليك، والوخز بالإبر.

الجراحة

في حالة عدم نجاح العلاجات السابقة، يمكن أن يكون الخيار هو الجراحة، حيث يُجرى تعزيز النوافذ المستديرة والبيضاوية للقنوات السمعية. 

يقوم الأطباء خلال هذه العملية بتحريك الأنسجة خلف الأذن حول عظام السمع، مما يدعم العظام ويقلل من فرط الحساسية للصوت.

اقرأ أيضًا: علاج الفايبروميالجيا: أفضل الممارسات لتحسين جودة حياتك

References

https://www.healthline.com/health/hyperacusis

www.clinicalpainadvisor.com

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *