تعتبر الفيبروميالجيا حالةً مزمنةً تسبب ألمًا واسع النطاق في جميع أنحاء الجسم، وتسبب أيضًا التعب والمشاكل المعرفية، ولا يوجد علاج نهائي للفيبروميالجيا، لكن تساعد بعض العلاجات والأدوية في تسكين الألم وتحسين الأعراض.
ويمكن أن يكون لمضادات الاكتئاب دورًا في ذلك ومن بينها دواء فلوكسيتين (Fluoxetine) والمعروف تجاريًا باسم فيلوزاك.
تعرف في هذا المقال على دواء فيلوزاك ودوره في تخفيف آلام الفيبروميالجيا وأيضًا آثاره الجانبية المحتكلة.
ما هو دواء فيلوزاك؟
فيلوزاك أو فلوكسيتين هو نوع من مضادات الاكتئاب التي تعرف باسم مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRI)، وغالبًا ما يستخدم لعلاج الاكتئاب، وأحيانًا في علاج حالات اضطراب الوسواس القهري والشره المرضي.
اسم الدواء | فيلوزاك |
الاسم العلمي | فلوكسيتين |
تصنيف الدواء | مضادات الاكتئاب |
الفئة | أمراض نفسية |
العائلة الدوائية | مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRI) |
يعمل فلوكسيتين عن طريق زيادة مستويات السيروتونين في الدماغ، ويُعتقد أن السيروتونين له تأثير على تحسين الحالة المزاجية والعاطفية وجودة النوم.
يعد السيروتونين، أو ما يعرف باسم هرمون السعادة، أحد أهم النواقل العصبية الكيميائية التي تحمل الإشارات بين خلايا الدماغ العصبية للتواصل فيما بينها، كما أنه يلعب دورًا في العديد من وظائف الأعضاء الأخرى.
ويساهم الفلوكسيتين في زيادة نسبة النورادرينالين، الذي يعد انخفاضه سببًا من أسباب الإصابة بالاكتئاب أيضًا.
لا يقتصر استخدام الفلوكسيتين على علاج الاكتئاب فقط، فهو يستخدم لعلاج مجموعة واسعة من الاضطرابات النفسية، وغيرها من الحالات مثل الفيبروميالجيا، وله آثار جانبية أقل من بعض مضادات الاكتئاب الأخرى.
تعرف أيضًا على: أدوية الفيبروميالجيا | ١٠ أدوية تساعدك على تخفيف الألم
كيف يستخدم فيلوزاك في علاج الفيبروميالجيا؟
على الرغم من أن مضادات الاكتئاب لها تاريخ طويل في علاج متلازمات الألم المزمن، إلا أنها لم تتلق سوى دراسة محدودة في علاج الفيبروميالجيا.
من المألوف أن يعاني الأشخاص الذين يعانون من أمراض وحالات الألم المزمنة، مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة والألم العضلي الليفي والألم العصبي من الاكتئاب، ويعاني الأشخاص الذين يعانون من مشاكل جسدية مزمنة من معدلات أعلى للاكتئاب الشديد طوال حياتهم، بعبارة أخرى، غالبًا ما يكون الألم والاكتئاب من الأمراض المترافقة.
على الجانب الآخر، يعاني عدد كبير من الأشخاص الذين شُخصوا بالاكتئاب أيضًا من ألم مزمن، ويعمل الارتباط بين الاكتئاب والألم المزمن في نفس الاتجاه.
ومع ذلك، من المألوف وصف مضادات الاكتئاب للأشخاص الذين يعانون من أمراض الألم المزمنة حتى لو لم يكن لديهم أي أعراض للاكتئاب.
في حين أن مضادات الاكتئاب توصف في المقام الأول لرفع الحالة المزاجية للمرضى المكتئبين سريريًا من خلال التأثير على الناقلات العصبية في الدماغ، ويمكن أيضًا وصف مضادات الاكتئاب كعلاج أساسي للألم المزمن أو اضطرابات القلق أو اضطرابات النوم.
عندما يستخدم فلوكسيتين للألم المزمن أو الفيبروميالجيا، فإن الغرض منه غالبًا ما يكون العمل كمسكنات مساعدة، وهذا يعني أنه يوصف مع مسكنات الألم الأخرى بدلاً من استخدامها بمفردها كعلاج للألم.
الآلية الدقيقة التي تعمل بها مضادات الاكتئاب لإدارة الألم غير معروفة إلى حد كبير، على الرغم من أنه يبدو أن الطريقة التي تساعد بها الألم المزمن قد لا تكون مرتبطة بالآليات التي تخفف بها الاكتئاب.
يُعتقد عمومًا أن مضادات الاكتئاب لها تأثير على الناقلات العصبية السيروتونين والنورابينفرين، خاصة على طول مسارات آلام العمود الفقري الهابطة، وقد تعمل مضادات الاكتئاب أيضًا من خلال مستقبلات الهيستامين أو قنوات الصوديوم.
جرعة فيلوزاك المناسبة لتقليل أعراض الفيبروميالجيا
وجدت إحدى الدراسات أنه في حين أن 25 مليجرام من الأميتريبتيلين أو 20 مليجرام من فلوكستين قلل من أعراض الألم العضلي الليفي، فإن الجمع بين الاثنين كان أكثر فعالية مرتين من تناول أي من الدوائين بمفرده.
تعتبر جرعة فلوكسيتين المحددة لتخفيف أعراض الألم العضلي الليفي هي من 20 مليجرام إلى 60 مليجرام مرة واحدة يوميًا.
عادةً ما تكون الجرعات المستخدمة لتخفيف أعراض الفيبروميالجيا أقل إلى حد ما من تلك اللازمة لعلاج الاكتئاب.
تعتمد الجرعة على الحالة الطبية للمريض ومدى استجابته للعلاج لتقليل خطر الإصابة بآثار جانبية، قد يوصي الطبيب ببدء الدواء بجرعة منخفضة وزيادة الجرعة تدريجياً.
يجب على المريض اتباع تعليمات الطبيب بعناية وتناول الدواء بانتظام للحصول على أكبر قدر من الاستفادة.
يجب الاستمرار على تناول الدواء حتى لو كان على ما يرام، ولا ينبغي التوقف عن تناول الدواء دون استشارة الطبيب أولاً؛ فقد تسوء حالة بعض المرضى عندما يتوقفون عن تناول الدواء فجأة، فقد تحتاج الجرعة إلى الانخفاض التدريجي.
يجب أن يلاحظ المريض بعض التحسن في أسبوع أو أسبوعين من بدء العلاج، وقد يستغرق الأمر من 4 إلى 5 أسابيع قبل أن الشعور بالتحسن الكامل، ويجب إخبار الطبيب إذا لم تتحسن حالة المريض أو إذا ساءت أكثر.
إقرأ أيضًا: 6 معلومات حول دواء ليريكا لعلاج الألم
الآثار الجانبية لدواء فيلوزاك
مثل جميع الأدوية، يمكن أن يسبب فلوكستين آثارًا جانبية عند بعض الأشخاص، لكن يمكن للعديد من الأشخاص أن لا لديهم آثار جانبية أو يمكن أن يكون لديهم آثار ثانوية فقط.
يمكن أن تتحسن بعض الآثار الجانبية الشائعة تدريجياً مع اعتياد جسم المريض عليها.
الآثار الجانبية الشائعة للفلوكسيتين
تحدث هذه الآثار الجانبية الشائعة للفلوكستين في أكثر من 1 من كل 100 شخص، وهناك أشياء يمكن للمريض القيام بها للمساعدة في التعامل معها والتغلب عليها وتشمل:
- الشعور بالإعياء والغثيان
- الصداع
- عدم القدرة على النوم
- الإسهال
- الشعور بالوهن والضعف
الآثار الجانبية الخطيرة للفلوكسيتين
نادرًا ما تحدث الآثار الجانبية الخطيرة للفلوكسيتين، واحتمالية حدوثها يمكن أن تصل إلى أقل من 1 من كل 100 شخص، ويجب على المريض زيارة الطبيب فورًا إذا ظهرت عليه هذه الآثار الخطيرة وتشمل:
- زيادة الوزن أو نقصانه دون السعي إلى ذلك.
- عند النساء، حدوث اضطرابات في الدورة الشهرية مثل النزيف الحاد أو النزيف بين فترات الحيض.
- الشعور بالسعادة الغامرة أو النشوة، أو الحماس المفرط أو الإثارة، أو الشعور بالقلق الذي يعني أنه لا يمكن للمريض الجلوس أو الوقوف ساكنًا.
- حدوث نزيف من اللثة أو الإصابة بالكدمات التي تظهر بدون سبب وتزداد في حجمها.
- حدوث سعال الدم، أو ظهور الدم في البول.
- ظهور البراز أسودًا أو أحمرًا، أو ظهور الدم في القيء، فيمكن أن تكون هذه علامات نزيف في المعدة.
- حدوث رد فعل تحسسي خطير، ففي بعض الحالات يمكن أن يعاني المريض من الحساسية المفرطة تجاه الفلوكسيتين.
الآثار الجانبية طويلة المدى للفلوكسيتين
أبلغ بعض المرضى عن بعض الآثار الجانبية الجنسية، مثل مشاكل في الانتصاب أو انخفاض الدافع الجنسي بعد تناول فلوكستين، وفي بعض الحالات، يمكن أن تستمر هذه الآثار حتى بعد إيقاف الدواء.
في الختام، يمكن القول أن مضادات الاكتئاب مثل فيلوزاك تلعب دورًا مهمًا في تحسين أعراض الفيبروميالجيا المزعجة مثل الاكتئاب واضطرابات النوم وأيضًا تخفيف الألم المزمن.
يجب استشارة الطبيب قبل البدء في استخدام الدواء لتحديد الجرعة المناسبة وأيضًا يجب زيارة الطبيب عند ظهور الأعراض الجانبية الخطيرة أو عند الحاجة لإيقاف الدواء.
المصادر:
[…] الاكتئاب […]