الفيبروميالجيا والحمل: كيف يؤثر كل منهما على الآخر

الفيبروميالجيا والحمل

الفيبروميالجيا والحمل


الفيبروميالجيا (Fibromyalgia) هو حالة مزمنة تسبب الألم والتعب في جميع أنحاء الجسم، بالإضافة إلى مشاكل النوم والمزاج والذاكرة، ويمكن أن تؤدي زيادة الوزن والتقلبات الهرمونية أثناء الحمل إلى تفاقم الأعراض.

فما هي العلاقة بين الفيبروميالجيا والحمل؟ يناقش المقال كافة المعلومات حول الفيبروميالجيا والحمل وتأثير كل منهما على الآخر.

الفيبروميالجيا والحمل

يمكن أن تكون بعض أعراض الفيبروميالجيا شائعة أيضًا في الحمل بشكل عام، مثل آلام الظهر والتعب والتغيرات في المزاج وصعوبات الذاكرة والتركيز، وهذا يمكن أن يجعل من الصعب التمييز بين أعراض الحمل وآلام الفيبروميالجيا عند حدوثها.

قد يكون لتغيرات الجسم، مثل التقلبات في مستويات الهرمونات وزيادة الوزن، تأثير على الحركة ومستويات النشاط والنوم، وقد يكون لهذه التغييرات تأثير على كيفية التعامل مع أعراض الفيبروميالجيا.

ومن هنا يمكن القول أن التأثير بين الفيبروميالجيا والحمل قد يكون تأثيرًا عسكيًا، بمعنى أن كل منهما يمكن أن يؤثر على الآخر عن طريق زيادة الأعراض أو حتى الخلط بين أعراض الحالتين.

كيف يؤثر الحمل على أعراض الفيبروميالجيا؟

التأثير بين الفيبروميالجيا والحمل

تختلف تجربة كل امرأة حامل مع الفيبروميالجيا عن الأخرى، ومع ذلك، عادة ما تعاني جميع النساء من زيادة في الألم، خاصة خلال الأشهر الأخيرة من الحمل، وهذا عندما تميل النساء الأصحاء إلى الشعور بالانزعاج.

في هذه المرحلة من الحمل:

  • يزداد وزن المرأة بسرعة.
  • يتسارع نمو الجنين.
  • يتزايد ضغط على أسفل الظهر، والذي غالبًا ما يكون منطقة مؤلمة عند الأشخاص المصابين بالفيبروميالجيا.

من ناحية أخرى، تُطلق مواد كيميائية مثل الريلاكسين في الجسم أثناء الحمل، وهو بروتين مرخٍ للعضلات الملساء والرحم، ومن ناحيةٍ أخرى، تساعد على استرخاء العضلات، وقد يكون لهذا بعض التأثير المفيد، ومع ذلك، بشكل عام، ستلاحظ المرأة الحامل المصابة بالفيبروميالجيا زيادة كبيرة في ألمها، بشكل خاص خلال أشهر الحمل الأخيرة وخاصة في مناطق أسفل الظهر والورك.

اقرأ أيضًا: الفيبروميالجيا والدورة الشهرية | 6 نصائح للتغلب على الألم

كيف تؤثر الفيبروميالجيا على الحمل؟

تنقسم الإجابة على هذا السؤال إلى جزأين، أولاً، على القارئ أن يفهم كيف تؤثر الفيبروميالجيا على احتمالية الحمل، وعلى الرغم من وجود القليل من الأبحاث في هذا المجال، لا يوجد دليل على أن الفيبروميالجيا تؤثر سلبًا على مدى خصوبة المرأة، ومع ذلك، تعاني العديد من النساء (والرجال) المصابين بالفيبروميالجيا من عدم الراحة أثناء الأنشطة الجنسية، وهذا قد يجعلهم يمارسون أنشطة جنسية بشكل أقل.

ثانيًا، بمجرد أن تحمل المرأة، يمكن أن تؤثر الفيبروميالجيا على الحمل نفسه، فعلى سبيل المثال، لاحظت إحدى دراسات الفيبروميالجيا والحمل، والتي قامت على ملاحظة عدد من النساء الحوامل المصابات بالفيبروميالجيا، وقد وجدت النتائج أن هؤلاء النساء كن أكثر عرضة لما يلي:

  • الحمل في أطفال أصغر حجمًا.
  • حالات الإجهاض المتكررة (حوالي 10 في المائة من النساء).
  • وجود نسبة سكر غير طبيعية في الدم.
  • ملاحظة السائل الأمنيوسي المفرط.

ومع ذلك، كان تعرضهن لإنجاب أطفال ولدوا قبل الأوان أقل، ولم يكن أكثر عرضة لطلب عملية قيصرية أو أي إجراءات خاصة.

قد يهمك أيضًا: حقنة ديكسا | ديكساميثازون مضاد للالتهابات

بعض الأسئلة والأجوبة حول الفيبروميالجيا والحمل

أسئلة وأجوبة حول الفيبروميالجيا والحمل

هناك بعض الأسئلة حول الفيبروميالجيا والحمل، والتي تشغل بال كل امرأة تعاني من الفيبروميالجيا سواء كانت تخطط للحمل أو كانت حاملًا بالفعل ومنها:

هل يمكن أن يؤدي الإجهاد أثناء الحمل إلى حدوث الفيبروميالجيا؟

إذا كانت المرأة حاملًا أو لا من المعروف أن الإجهاد الجسدي والعاطفي يمكن أن تسبب الفيبروميالجيا، وبالنظر إلى كل ما يتعلق بالحمل والولادة، من الواضح أن الحمل هو وقت الإجهاد الشديد، وتظهر مع الحمل تغيرات في مستويات هرمون الاستروجين والبروجسترون والهرمونات الأخرى، ونظرًا لأن الوقت الذي يلي الحمل قد يكون صعبًا على الأمهات – حتى أولئك الذين لا يعانون من الفيبروميالجيا – فمن المهم أن تكون على دراية بالزيادة المحتملة في الألم والأعراض الأخرى التي قد تحدث بعد الولادة.

هل تؤثر أدوية الفيبروميالجيا على الحمل؟

وفيما يتعلق بالفيبروميالجيا والحمل، وافقت إدارة الغذاء والدواء على استخدام عدد قليل جدًا من الأدوية أثناء الحمل، بغض النظر عن الحالة التي تستخدم لعلاجها، وعلى هذا النحو، هناك القليل من الأبحاث حول آثار أدوية الفيبروميالجيا على الحمل.

الحكمة التقليدية التي يتبعها معظم الأطباء هي التوقف عن تناول أكبر عدد ممكن من الأدوية أثناء الحمل، وهذا بالتأكيد ينطبق على الفيبروميالجيا، هل هذا يعني أنه يجب على المرأة أن توقف كل أدوية الفيبروميالجيا؟ الإجابة هي: ليس بالضرورة، ما يعنيه ذلك هو أنها يجب أن تناقش مع طبيبها الفوائد والمخاطر المختلفة إما لإيقاف أو مواصلة كل دواء تتناوله.

ما هي أفضل الطرق العلاجية للفيبروميالجيا أثناء الحمل؟

لحسن الحظ، الأدوية ليست العلاجات الوحيدة التي أثبتت فعاليتها في في تخفيف آلام الفيبروميالجيا والتحكم في أعراضها؛ فقد يساعد التمدد والتأمل وتمارين اليوجا والمراهم الحرارية العميقة والباسطة للعضلات على تخفيف الآلام، وقد يكون التدليك مفيدًا أيضًا، طالما أنه ليس عنيفًا للغاية.

قد يكون العلاج المائي أو الجلوس في حوض استحمام ساخن مهدئًا ومريحًا للعضلات، خاصةً لأولئك الذين يعانون من آلام الظهر أو في المراحل المتأخرة من الحمل، وقد تكون التمارين مهمةً أيضًا، لكن يجب أن تكون مخصصةً للقدرة الفردية والتحمل، وقد يساعد أيضًا القيام بالتمارين في حمام سباحة، وتعد هذه التمارين مفيدة في تخفيف آلام الفيبروميالجيا والحمل أيضًا.

تعد الراحة أمرًا بالغ الأهمية، حتى النساء الحوامل الأصحاء غالبًا ما يجدن الحاجة إلى الجلوس أو الاستلقاء لتخفيف الضغط على ظهورهن وساقيهن. يجب أن تضع مخططًا منظمًا للوقت من 20 إلى 30 دقيقة استراحة على مدار اليوم، ويجب أن تأخذ إجازة من وظيفتها في وقت أبكر مما كنت تنوي من أجل الحصول على قسط كافٍ من الراحة، ويجب على عائلتها وطبيبها وصاحب العمل دعمها جميعًا في هذا القرار المتعلق بالصحة.

هل للفيبروميالجيا أي تأثير على الولادة؟

قد تتوقع أن تعاني النساء المصابات بالفيبروميالجيا من ألم أثناء المخاض والولادة أكثر من النساء غير المصابات بهذه الحالة، ومع ذلك، لا يوجد دليل يشير إلى وجود فرق كبير، وهذا منطقي؛ فبالنظر إلى أنه يمكن الآن استخدام التخدير الشوكي لتخفيف الألم بشكل فعال خلال الساعات الأخيرة الحاسمة من المخاض.

كما ذكرنا سابقًا، لا يبدو أن الفيبروميالجيا يؤدي إلى ولادات مبكرة أو المزيد من الولادات القيصرية، وهذا يشير إلى أن النساء المصابات بالفيبروميالجيا يتحملن في النهاية المخاض وكذلك النساء الأخريات غير المصابات بالفيبروميالجيا.

ماذا يحدث للمرأة المصابة بالفيبروميالجيا بعد الولادة؟

الفيبروميالجيا والحمل وبعد الولادة

يُعتقد أن آلام الفيبروميالجيا عند المرأة ستظل أسوأ لفترة من الوقت بعد الولادة، وعادةً ما يعاني مرضى الفيبروميالجيا من اضطراب شديد في النوم، وأظهرت الأبحاث أنه كلما كان نومهم أسوأ، زاد الألم الذي يعانون منه، خاصةً في الصباح.

ليس من قبيل المصادفة أن الفيبروميالجيا للأم بشكلٍ عام لا تبدأ في العودة إلى خط الأساس إلا بعد أن يبدأ الطفل في النوم بشكل أفضل، ومن المهم أيضًا اتباع مزاج الأم عن كثب؛ إذ يمكن تفويت اكتئاب ما بعد الولادة أو إساءة تفسيره على أنه مرض الفيبروميالجيا.

في الختام، يجب على المرأة التفكير بطريقة إيجابية في موضوع الفيبروميالجيا والحمل وأن تفهم جيدًا أن الإصابة بالفيبروميالجيا لا تعني أنه لا يمكنها إنجاب طفل، لكن هذا يعني أنها ستحتاج إلى الاستعداد لما قد يعنيه ذلك بالنسبة لها، والمشكلة ليست في الحقيقة أن أشياء جديدة قد تحدث عندما تصبح حاملاً، لكنها المشكلات التي لديك بالفعل والتي قد تصبح أسوأ، وتجد بعض النساء صعوبة في قبول هذه الحقيقة لأنهن يكافحن بالفعل.

المصادر:

  1. webmd.com
  2. verywellfamily.com
  3. healthline.com

Alaa OmarAuthor posts

Avatar for Alaa Omar

Alaa Omar كاتبة محتوى طبي، بخلفية في التحاليل الطبية والتغذية العلاجية، مهتمة بالبحث عن المعلومات الطبية موثوقة المصدر؛ للمساهمة في توعية القارئ بصحته.

1 تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *