ما هي الصدمة النفسية؟ | وتأثيرها على الدماغ

الصدمة النفسية

تمثل الصدمة النفسية استجابةً، تنشأ عندما يتعرض الفرد لحدث يكون شديد على الفرد، ويصعب تحملها، كما يمكن أن تتضمن هذه الأحداث التواجد في مناطق حرب، أو تعرض لكوارث طبيعية، أو حوادث غير متوقعة. 

تظهر الصدمة النفسية بتنوع واسع من الأعراض الجسدية والعاطفية، تعرف على ماهية الصدمات النفسية، وأعراضها، وطرق علاجها، وعلاقتها بالفيبروميالجيا من خلال هذا المقال.

معنى الصدمة النفسية 

وفقًا لجمعية علم النفس الأمريكية (APA)، تعرف الصدمة النفسية كـ “استجابة عاطفية لحدث مروع مثل، حادث أو اغتصاب أو كارثة طبيعية، ومع ذلك، يمكن للشخص أن يعاني من صدمة نتيجة لأي حدث، يشعر فيه بالتهديد الجسدي أو العاطفي أو الأذى.

قد يعبر الشخص المتأثر بالصدمة عن مجموعة متنوعة من المشاعر فورًا، بعد الحدث وعلى المدى الطويل، فقد يشعر بالإرهاق، أو العجز، أو الصدمة، كما يمكنهم أن يواجهوا صعوبات في التعامل مع الآخرين، ويمكن أن تظهر أيضًا الصدمة على شكل أعراض جسدية.

تكون للصدمة آثار طويلة المدى على الفرد المتأثر بها، وإذا استمرت الأعراض ولم تخف شدتها، يمكن أن يكون ذلك إشارة إلى تطور الصدمة إلى اضطراب في الصحة العقلية، يُعرَف باسم اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

ليس كل شخص يعاني من حدث مرهق سيتأثر بالصدمة، حيث توجد أنواع متعددة من الصدمات، فقد تظهر أعراض على بعض الأفراد وتتلاشى بعد فترة قليلة، في حين قد يظهر للبعض الآخر آثار طويلة المدى.

قد يهمك أيضًا: هل الفايبرومياليجيا مرض خطير؟ هل يمكن أن يسبب الوفاة؟

انواع الصدمات النفسية

ما هي الصدمة النفسية؟ | وتأثيرها على الدماغ

هناك عدة أنواع من الصدمات النفسية التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان، وتشمل:

  1. الصدمة النفسية الحادة: تحدث نتيجة لحدث واحد مرهق أو خطير.
  2. الصدمة المزمنة: تنشأ نتيجة للتعرض المتكرر والمطول لأحداث مرهقة للغاية، مثل حالات إساءة معاملة الأطفال، أو التنمر، أو العنف المنزلي.
  3. الصدمة النفسية المعقدة: تظهر نتيجة للتعرض لأحداث مؤلمة متعددة.
  4. الصدمة الثانوية أو غير المباشرة: تمثل شكلًا آخر من أشكال الصدمة، حيث يعاني الشخص من أعراض الصدمة نتيجة للتواصل الوثيق مع شخص تعرض لحدث مؤلم.

أفراد الأسرة، والمتخصصون في الصحة العقلية، وغيرهم من الذين يعتنون بأولئك الذين عاشوا تجربة مؤلمة، يكونون معرضون لخطر الإصابة بالصدمة غير المباشرة أو الصدمة النفسية الثانوية، وغالبًا ما تعكس هذه الأعراض اضطراب ما بعد الصدمة.

قد يهمك أيضًا: هل الألم العضلي الليفي له علاج؟ | 10 طرق فعالة للتغلب عليه

اعراض الصدمة النفسية

ما هي الصدمة النفسية؟ | وتأثيرها على الدماغ

تتفاوت أعراض الصدمة النفسية من الخفيفة إلى الشديدة، وتتأثر بعدة عوامل، منها: كيف يؤثر الحدث المؤلم على الشخص، وخصائص الحدث والأحداث التي تعرض لها، والتعرض السابق لتجارب مؤلمة، والخلفية والنهج في التعامل مع المشاعر. 

يمكن أن تظهر ردود فعل عاطفية ونفسية متنوعة، للشخص الذي تعرض للصدمة، مثل الإنكار، والغضب، والخوف، والحزن، والشعور بالعار، والارتباك، والقلق، والاكتئاب، والإحساس بالذنب، واليأس، والتهيج، وصعوبة التركيز.

قد يظهر أيضًا تأثير على الصعيدين الذهني والجسدي للصدمة على الإنسان، حيث يمكن أن تتسبب الصدمة في آثار جسدية مثل الصداع، وأعراض الجهاز الهضمي، والتعب، وارتفاع ضربات القلب، والتعرق، وشعور بالارتباك. 

يمكن أيضًا أن يؤثر الصدمة على النوم، كما يمكن أن تسبب مشاكل صحية عقلية أخرى، مثل الاكتئاب، والقلق، ومشاكل تعاطي المخدرات، لهذا تجد أن حدوث صدمات كبيرة في حياة الفرد يزيد من خطر إصابته بالفيبروميالجيا.

تأثير الصدمة النفسية على الدماغ

لضمان أداء الدماغ بشكل فعّال، يتعين على جميع أقسامه التواصل من القسم السفلي إلى الأقسام العلوية، وكذلك بين الجانبين الأيمن والأيسر. 

عندما يتم تنشيط الجزء السفلي المسؤول عن البقاء على قيد الحياة بشكل متكرر في مرحلة الطفولة المبكرة، قد يسبب ذلك في تقليل الروابط بين أقسام الدماغ الأخرى، مما يؤثر سلباً على القدرة على التعلم وتكوين الذكريات وتنظيم المشاعر.

تظهر الأبحاث أن البالغين الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، يظهرون انخفاضًا في منطقة قشرة الفص الجبهي في الدماغ، وانخفاضًا في حجم الحصين في الدماغ، مما يؤثر على استجابتهم للتوتر والقلق، فيمكن أن يؤدي ذلك إلى شعورهم بالإرهاق، حتى في غياب خطر فعلي.

تقوم الأبحاث أيضًا بإظهار أن البالغين المصابين بالصدمات، قد يظهرون زيادة في نشاط اللوزة، وهي منطقة في المخ، مما يؤدي إلى زيادة في الاستجابة المفاجئة، وإطلاق المزيد من النورأدرينالين في الجسم.

فهمنا لعلم الأعصاب والتغيرات الناتجة عن الصدمة النفسية، يساعد في توجيه وتحسين العلاج والرعاية للأطفال والشبان، وتوجيه الشباب وأولياء الأمور ومقدمي الرعاية والمهنيين. 

يمكنك أن تقرأ أيضًا: أعراض الفيبروميالجيا | أهم 10 أعراض تكشف إصابتك بهذا المرض

علاج الصدمة النفسية

ما هي الصدمة النفسية؟ | وتأثيرها على الدماغ

يمكن العديد من العلاجات أن تساعد الأفراد الذين يعانون من الصدمات، في التعامل مع أعراضهم، وتحسين نوعية حياتهم.

في هذا السياق، يعتبر تلقي العلاج من متخصص أساسياً لمعالجة الصدمات، كما يفضل أن يعمل الفرد مع معالج متخصص في مجال الصدمات، لتحديد النهج الأمثل للطرق العلاجية.

ومن أنواع الطرق العلاجية في حالات الصدمات:

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): حيث يساعد على تغيير أنماط التفكير لتأثير إيجابي على السلوكيات والعواطف.
  • إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة (EMDR): يستخدم لمساعدة الأفراد على معالجة الذكريات المؤلمة ودمجها.
  • تعتمد بعض المعالجين على تقنيات جسدية أو قائمة على الجسم لتحفيز التواصل بين العقل والجسم في معالجة حالات الصدمة، مثل التجربة الجسدية: يتضمن هذا النهج توجيه المعالج للمساعدة في استعادة الشخص لذكرياته المؤلمة في بيئة آمنة.
  • العلاج النفسي الحسي الحركي: يقوم بجمع بين العلاج النفسي والتقنيات القائمة على الجسم؛ لتحويل الذكريات الصعبة إلى مصادر قوة.
  • التحفيز بالإبر: يشمل هذا الممارسة التي تستند إلى الضغط على نقاط محددة في الجسم؛ لتحقيق حالة من الاسترخاء.
  • العلاجات باللمس: تشمل عدة أساليب مثل اللمس الريكي والعلاج باللمس.
  • من الممكن أيضاً استخدام الأدوية مثل الفيلوزاك، كجزء من العلاج لمساعدة في إدارة الأعراض، مثل القلق والاكتئاب واضطرابات النوم، ولكن يجب على الفرد التحدث مع الطبيب حول خياراته وتحديد الخطة المناسبة.

التأقلم مع الصدمات النفسية

تمارين الرعاية الذاتية تلعب دورًا حيويًا في مساعدة الأفراد على التعامل مع آثار الصدمة والتأقلم معها، سواء كانت عاطفية أو نفسية أو جسدية، من بين الإجراءات التي يمكن اتخاذها في إطار الرعاية الذاتية للصدمات:

  • ممارسة التمارين: يمكن للتمارين الهوائية، مثل المشي، أن تكون علاجًا فعّالًا للأفراد المتأثرين بـ اضطراب ما بعد الصدمة، يُقترح ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا للتخفيف من آثار الصدمة.
  • اليقظة: يمكن أن تساعد التمارين التي تعتمد على اليقظة، مثل التنفس الواعي، في تقوية الحاضر ومنع الأفراد من إعادة تجربة الأحداث المؤلمة، العلاجات التي تعتمد على اليقظة تُعتبر تدخلاً واعدًا للتعامل مع اضطراب ما بعد الصدمة.
  • الاتصال بالآخرين: على الرغم من أن الانسحاب من أي تجمعات قد يكون شائعًا في حالات الصدمة، إلا أن التواصل مع الأصدقاء والعائلة يظل أمرًا هامًا، يُفضل البقاء على اتصال بالآخرين لتجنب تطوير اضطراب ما بعد الصدمة.
  • نمط حياة متوازن: يلعب النوم والاسترخاء والنظام الغذائي دورًا حيويًا في الصحة العقلية، كما أن السعي للحصول على كمية كافية من النوم، وتناول طعام متوازن، وتجنب الكحول والمخدرات يساهم في تحسين الرفاهية العامة والتخفيف من التوتر.

في الختام، يبرز أهمية فهم الصدمة النفسية، والتعامل معها بفعالية لتحسين جودة الحياة النفسية، توفير العلاج المناسب يلعب دورًا حيويًا في مساعدة الأفراد على تجاوز تأثيرات الصدمة، واستعادة توازنهم النفسي. 

References

https://www.medicalnewstoday.com/articles/trauma#symptoms

www.Traumaticstress.nhs.wales

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *