هل تساءلت يومًا عن حالات شفيت من الفيبروميالجيا بالفعل؟، فالواقع إن هذا السؤال من أشهر الأسئلة التي يطرحها المصابين بالفيبروميالجيا؛ لأن وجود حالات شفيت من الفيبروميالجيا يبعث الأمل في نفوس المصابين في الشفاء ويقوي عزيمتهم لمواصلة رحلة العلاج.
سُقنا لك في هذا المقال بعض الأمثلة من حالات شفيت من الفيبروميالجيا وتجربتهم في رحلة علاج هذا المرض، بالإضافة لأهم الخطوات التي يمكنك إتباعها لتخطي مرحلة علاج الفيبروميالجيا بنجاح.
الألم العضلي الليفي (الفيبروميالجيا)
الفيبروميالجيا هو مرض مزمن يؤثر على الجهاز الهيكلي للإنسان، يتميز بألم مستمر في العضلات والمفاصل يمتد لفترات طويلة، وقد يكون الألم ضعيفًا أو شديدًا.
يُعرف هذا المرض أيضًا بمتلازمة الألم العضلي الليفي أو التليف العضلي، ويمكن أن يصيب الرجال والنساء والأطفال على حد سواء، ولكنه يظهر بشكل أكثر شيوعًا بين النساء.
يُطلق بعض الأطباء على متلازمة التليف العضلي (الفيبروميالجيا) اسم “المرض الخفي”، وذلك بسبب صعوبة تشخيصه بسبب تداخل أعراضه مع أعراض أمراض أخرى مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، لذا لا يوجد حالات شفيت من الفيبروميالجيا بشكل كبير حتى الآن.
أعراض هجمات الفيبروميالجيا
تتميز الفيبروميالجيا بمجموعة من الأعراض المتنوعة، مثل:
- وجود ألم عام، حيث يتميز الألم المصاحب للفيبروميالجيا بأنه ألم مستمر يستمر لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، ويتواجد في كلا جانبي الجسم وفوق وتحت الخصر.
- الإرهاق، فيمكن أن يستيقظ المرضى غالبًا وهم يشعرون بالتعب، حتى بعد النوم لفترات طويلة.
- وجود صعوبات في الإدراك، ما يُعرف ب”ضبابية الدماغ”، والتي تتضمن مشاكل في التركيز والانتباه.
- زيادة الحساسية للألم.
- تصلب العضلات.
- صعوبة النوم.
يمكنك أن تقرأ أيضًا: أعراض الفيبروميالجيا | أهم 10 أعراض تكشف إصابتك بهذا المرض
هل يوجد حالات شفيت من الفيبروميالجيا بالفعل؟
توجد حالات شفيت من الفيبروميالجيا بالفعل، لكن كيف شفيت من الفيبروميالجيا؟، من أشهرها حالة (سمير المصري) في سن الثالثة والأربعين، حيث عانى من الربو والحساسية من بعض أنواع الطعام منذ طفولته، ثم اكتشف إصابته الفيبروميالجيا، بعد ذلك توجه لتلقي العلاج في مدريد على يد الطبيب سوري الأصل (فهد قسيس) الذي نجح في تشخيص وعلاج (سمير المصري).
وهناك أيضًا حالة أوليفر، حيث أصيبت بالفيبرومياليجا في عمر الثالثة والعشرين، وكانت تعاني من آلام بالغة الصعوبة، واستغرق الأمر ثلاث سنوات طويلة للتغلب عليها.
أسباب الإصابة بالفيبروميالجيا
لا تزال الأسباب المحتملة للإصابة بالفيبروميالجيا غير معروفة بشكل كامل، وهذا ما يجعل نسبة وجود حالات شفيت من الفيبروميالجيا نسبة ضعيفة، ولكن يُعتقد أن هناك عدة عوامل قد تساهم في تطور هذا المرض منها:
- العوامل الجينية، حيث تُظهر الفبروميالجيا بشكل كبير لدى الأفراد الذين لديهم أقارب مصابون بالفيبروميالجيا.
- وجود بعض أنواع العدوى البكتيرية أو الفيروسية.
- الصدمات الجسدية أو النفسية مثل الحوادث المرورية أو التوتر الشديد أو اضطراب ما بعد الصدمة.
- الجنس، حيث أثبتت الدراسات أن النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال بالألم العضلي الليفي.
- الإصابة بمرض آخر مثل التهاب المفاصل الروماتويدي قد يشكل زيادة فرصة الإصابة بالفيبروميالجيا.
اقرأ أيضًا: تعرف على أهم الاستراتيجيات الفعالة في علاج الفيبروميالجيا
العلاقة بين أسباب الإصابة ووجود حالات شفيت من الفيبروميالجيا
لم يذكر إلى الآن أن هناك علاقة بين وجود أسباب معينة للإصابة بالفيبروميالجيا ووجود حالات شفيت من الفيبروميالجيا، وكما سبق ذكره فإنه لا توجد أسباب محددة للإصابة بالألم العضلي الليفي من الأصل، وكل ما تم ذكره في الأبحاث هو محض نظريات يرجحها العلماء توضح سبب الإصابة.
قد يهمك أيضًا: ما لا تعرفه عن متلازمة الألم العضلي الليفي
لماذا توجد حالات شفيت من الفيبروميالجيا؟
بسبب التشخيص السليم وتلقي العلاج المناسب للحالة المصابة بالفيبروميالجيا فهناك حالات شفيت من الفيبروميالجيا بالفعل، ومن أشهرهم حالة سمير المصري على يد الطبيب السوري فهد قسيس الذي درس في ألمانيا واكتسب خبرة طويلة هناك قبل أن ينتقل إلى مدريد للعمل والعيش هناك.
حيث قام الطبيب بتشخيص الحالة بشكل دقيق، ويعتمد في علاجه على تقنية العلاج العصبي (Neural Therapy)، حيث تعتمد هذه الطريقة على قدرة الطبيب على تحديد نقاط الخلل في الجسم بدقة، ثم معالجتها باستخدام الإبر والتخدير الموضعي الخفيف بمادة البروكايين.
عادةً ما تستغرق فترة العلاج من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، والهدف من ذلك هو تنشيط الخلايا العصبية المعطوبة الساكنة وإعادتها إلى وظيفتها الطبيعية، ومع إصلاح العطب، يعود الجهاز العصبي المركزي إلى العمل بشكل طبيعي وينتهي انقطاع التواصل مع العصب الودي.
علاج الفيبروميالجيا (الألم العضلي الليفي)
هناك طرق علاجية مختلفة يتبعها الأطباء للتقليل من الأعراض وممارسة الحياة بشكل طبيعي، ومن طرق علاج الفيبروميالجيا:
العلاج الدوائي
يمكن أن يساعد تناول الأدوية المسكنة وغيرها المرضى في تخفيف الألم وتحسين النوم، ولكن يجب أن يتم تناول هذه الأدوية تحت إشراف طبي متخصص فقط؛ لتجنب الأعراض الجانبية والاستفادة القصوى منها.
من أنواع الأدوية المستخدمة في علاج الفيبروميالجيا:
- المسكنات: مثل الأسيتامينوفين (Acetaminophen)، والأسبرين (Aspirin)، والايبوبروفين (Ibuprofen)، والنابروكسين (Naproxen).
- مضادات الاكتئاب: مثل الأميتريبتيلين (amitriptyline)، والسيتالوبرام (citalopram)، والباروكسيتين (paroxetine)، والفلوكستين (fluoxetine).
- مضادات الصرع: مثل عقار البريجابلين (Pregabalin).
العلاج النفسي
بالرغم من أن الفيبروميالجيا ليست حالة نفسية بل هو مرض عضوي يصيب الجهاز الهيكلي، إلا أنها قد تسبب تأثيرات نفسية على المريض، مما يعني أنه قد يحتاج إلى دعم نفسي للتعامل مع حالته.
ويشمل العلاج النفسي التحدث مع مستشاري الصحة النفسية؛ وذلك لتقبل المرض ومعرفته بشكل أكبر لتحسين جودة الحياة، وأيضًا لمعرفة الطريقة الصحيحة للتعامل معه وزيادة وعي المجتمع به.
ممارسة الرياضة
يؤكد الأطباء على إمكانية ممارسة التمارين الرياضية لمرضى الفيبروميالجيا، بل يُشجعون عليها؛ نظرًا لفوائدها في تخفيف تصلب المفاصل والعضلات وتليينها، كما تساعد التمارين الرياضة في مقاومة الإرهاق والتعب.
يمكن للمرضى أداء تمارين هوائية منخفضة الشدة مثل المشي أو الهرولة، وكذلك يمكنهم ممارسة تمارين المقاومة، كما يُنصح بضرورة التعاون مع أخصائي علاج طبيعي لاختيار التمارين المناسبة ووضع جدول تدريب مناسب لحالة المريض الصحية.
تناول طعام صحي
فيما يتعلق بتغذية مرضى الفيبروميالجيا، يُعتبر تغيير نمط تناول الطعام أمرًا ضروريًا لتحسين جودة حياتهم، تتفاوت توصيات الأطباء حول النظام الغذائي الأفضل للمرضى حيث يمكن أن تتغير الاحتياجات الغذائية من فرد لآخر حسب حالته الصحية وظروفه الشخصية.
ولكن في أغلب الأحيان يُفضل لمرضى الفيبروميالجيا تناول الأطعمة التي تحتوي على:
- فيتامين B١٢: مثل اللحوم، والأسماك والمأكولات البحرية.
- مضادات الأكسدة: مثل التوت، والخرشوف، والبنجر، والسبانخ، والشوكولاتة الداكنة.
- الدهون الصحية: مثل الموجودة في المكسرات مثل اللوز والجوز والبندق.
- منتجات الألبان منزوعة الدسم: مثل الزبادي.
- البروتينات قليلة الدسم: مثل الدجاج والسمك.
- البقوليات: مثل الفول، والفاصوليا، وفول الصويا.
- الفواكه والخضروات: مثل الموز، والتفاح، والكمثرى.
- الحبوب الكاملة: مثل الشوفان، والشعير، والأرز، والكينوا.
- أطعمة غنية بأوميجا ٣: الموجودة في الأسماك مثل السلمون والسردين.
قد يهمك أيضًا: هل الألم العضلي الليفي له علاج؟ | 10 طرق فعالة للتغلب عليه
وفي الختام، يأمل الأطباء في زيادة أعداد حالات شفيت من الفيبروميالجيا في المستقبل القريب عن طريق تطوير وسائل التشخيص والعلاج وزيادة وعي المجتمع بالفيبروميالجيا كمرض مستقل بذاته.
لا تعليق