الفيبروميالجيا والسحر | هل الفيبروميالجيا مرض حقيقي أم مجرد خرافة؟

الفيبروميالجيا والسحر

الفيبروميالجيا والسحر


كثيرًا ما يرتبط مرض الفيبروميالجيا بالوهم والخرافات والدجل، كما يصنفه البعض كعرض من أعراض السحر الأسود؛ وذلك نظرًا لعدم وجود دليل مؤكد على أنه مرض حقيقي، كما أن معظم أعراضه تتشابه مع أعراض أمراض أخرى.

يناقش هذا المقال موضوع الفيبروميالجيا والسحر، كما يحتوي على أهم المعلومات حول مرض الفيبروميالجيا والتي تؤكد أنه مرض حقيقي يعاني منه كثير من الأشخاص بالفعل، وأنه ليس مجرد سحرًا كما يدعي البعض.

الفيبروميالجيا والسحر

يختلط الأمر على بعض الأشخاص عند التحدث عن مرض الفيبروميالجيا، ويدعي بعضهم أيضًا أنه ليس مرضًا حقيقًا، لكنه أحد أعراض السحر الأسود، على الرغم من ظهور علامات وأعراض متعددة للمرض وآلام في جميع أنحاء الجسم؛ إذ تعيق هذه الآلام العمل بشكلٍ طبيعي، كما تؤثر على حركة الجسم وأدائه العام.

يعتبر الفيبروميالجيا مرضًا صامتًا، يعاني منه المرضى دون غيرهم في صمت دون أنين، كما يرفض البعض الاعتراف به كمرض حقيقي يحتاج إلى العلاج؛ لعدم توفر معلومات كافية حوله، وهذا يجعلهم في حرج شديد أمام ذويهم.

سبب الخلط بين الفيبروميالجيا والسحر

يعتقد البعض أنه توجد علاقة بين الفيبروميالجيا والسحر نظرًا لانتشار آلام متعددة في جميع أنحاء الجسم، لكن عند إجراء الفحوصات والتحاليل الطبية، تظهر النتائج طبيعية، ويختفي أثر المرض والألم من الدم، فيؤدي هذا إلى حدوث ذهول عند بعض الأشخاص وأيضًا مشكلات عديدة عند المصابين بالمرض.

يخلط الأشخاص بين مرض الفيبروميالجيا والسحر لعدم وجود الأدلة الكافية على أن هذا المرض مرض حقيقي، فجميع أعضاء الجسم سليمة وتأتي التحاليل والفحوصات الطبية بنتائج جيدة، فيلجأ المريض حينها لبعض الدجالين والسحرة أملًا منه في علاج هذه الأعراض ولكن دون فائدة.

قد يكون من الصعب فهم هذه الحالة، حتى بالنسبة لمتخصصي الرعاية الصحية؛ إذ تحاكي أعراضه أعراض الحالات الأخرى، ولا توجد اختبارات لتأكيد التشخيص بشكل قاطع، نتيجة لذلك، غالبًا ما تشخص الفيبروميالجيا بشكل خاطئ.

في الماضي، تساءل بعض المتخصصين في الرعاية الصحية عما إذا كان مرض الفيبروميالجيا حقيقيًا، لكن اليوم، من الأفضل فهمه لتحديد طريقة العلاج المناسبة وعدم الخلط بين الفيبروميالجيا والسحر كما يعتقد البعض أو حتى الخلط بينه وبين مرض آخر.

ما هو مرض الفيبروميالجيا؟

الفيبروميالجيا هو مرض حقيقي يعاني منه الكثير من الأشخاص بالفعل، وهو حالة طبية تتميز بالألم المزمن والواسع الانتشار والتعب واضطراب النوم ومشاكل الذاكرة والمعرفة، وغالبًا ما يكون مصاحبًا لواحد من الاضطرابات العقلية، مثل الاكتئاب والقلق واضطراب الشخصية واضطراب الوسواس القهري أو اضطراب ما بعد الصدمة.

السبب الدقيق وراء الفيبروميالجيا غير معروف، وقد وجدت الدراسات التي أجريت على أدمغة الأشخاص المصابين بالفيبروميالجيا أنهم يعالجون الألم بشكل مختلف عن الأشخاص الذين لا يعانون منه، وقد يشعرون بالألم عندما لا يشعر الآخرون بذلك، وقد يكون لديهم أيضًا رد فعل أكثر حدة تجاه الألم.

يعتقد العديد من الباحثين أن التحفيز العصبي المتكرر يتسبب في تغير الدماغ والحبل الشوكي للأشخاص المصابين بالألم العضلي الليفي، ويتضمن هذا التغيير زيادة غير طبيعية في مستويات بعض المواد الكيميائية في الدماغ التي تستشعر إشارات الألم.

بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن مستقبلات الألم في الدماغ تطور نوعًا من ذاكرة الألم وتصبح حساسة، مما يعني أنها يمكن أن تبالغ في رد فعلها تجاه الإشارات المؤلمة وغير المؤلمة.

من المحتمل أن يكون هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى هذه التغييرات، بما في ذلك:

  • الجينات: نظرًا لأن الفيبروميالجيا تميل إلى الانتشار في العائلات، فقد تكون هناك طفرات جينية معينة قد تجعلك أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب.
  • العدوى: يبدو أن بعض الأمراض تسبب أو تؤدي إلى الفيبروميالجيا.
  • الصدمات الجسدية أو العاطفية: يمكن أن تحدث الفيبروميالجيا أحيانًا بسبب صدمة جسدية، مثل حادث سيارة، وقد يؤدي الإجهاد النفسي المطول أيضًا إلى حدوث الحالة.

اقرأ أيضًا: دليلك حول مرض فيبروميالجيا

ما هي أعراض مرض الفيبروميالجيا؟

تشمل الأعراض الرئيسية لمرض الفيبروميالجيا التالي:

  • ألم وتيبس مزمن (طويل الأمد) في جميع أنحاء الجسم، وغالبًا ما يصفه البعض بأنه ألم أو حرق أو خفقان.
  • التعب والإجهاد.
  • مشاكل في النوم.

وقد تشمل الأعراض الأخرى:

  • مشاكل في التفكير والذاكرة والتركيز (تسمى أحيانًا «الضباب الليفي»).
  • تصلب العضلات والمفاصل.
  • تنميل أو وخز في الذراعين والساقين.
  • الحساسية للضوء والضوضاء والروائح ودرجة الحرارة.

الأشخاص المصابون بالفيروميالجيا هم أيضًا أكثر عرضة للإصابة بأمراض معينة، بما في ذلك:

  • القلق.
  • الاكتئاب.
  • الصداع، بما في ذلك الصداع النصفي.
  • متلازمة القولون العصبي.
  • ألم في الوجه أو الفك، بما في ذلك اضطرابات الفك المعروفة باسم متلازمة المفصل الفكي الصدغي (TMJ).

كيف يمكن تشخيص مرض الفيبروميالجيا؟

قد يكون من الصعب تشخيص الفيبروميالجيا، ويستغرق الأمر أحيانًا زيارات إلى العديد من مقدمي الرعاية الصحية المختلفين للحصول على التشخيص الصحيح؛ نظرًا لأن إحدى المشكلات التي تواجههم هي أنه لا يوجد اختبار محدد للمرض، ولأن الأعراض الرئيسية، مثل الألم والتعب، قد تكون شائعة في العديد من الحالات الأخرى، ويتعين على مقدمي الخدمة استبعاد الأسباب الأخرى للأعراض قبل تشخيص الفيبروميالجيا، ويسمى هذا إجراء تشخيص تفاضلي.

ولمعرفة ما إذا كان المريض يعاني من الفيبروميالجيا، فإن مقدم الرعاية الصحية يقوم بالخطوات التالية لاستبعاد الحالات الأخرى:

  • سيأخذ التاريخ الطبي، بما في ذلك طرح أسئلة مفصلة حول الأعراض التي يعاني منها المريض.
  • سيقوم بفحص بدني.
  • قد يطلب فحوصات الأشعة السينية والدم لاستبعاد الحالات الأخرى.

ما هو علاج الفيبروميالجيا؟

ليس كل مقدمي الخدمة على دراية بالفيبروميالجيا وعلاجها، يجب أن يزور المريض مزودًا أو فريقًا من مقدمي الخدمة المتخصصين في علاج الفيبروميالجيا.

لا يوجد علاج للفيبروميالجيا، لذلك يركز العلاج على تخفيف الأعراض، ويستخدم مقدمو الخدمة عادةً مزيجًا من العلاجات، بما في ذلك الأدوية وتغييرات نمط الحياة والعلاج بالكلام والعلاجات التكميلية بعيدًا عن الفيبروميالجيا والسحر والدجل والشعوذة:

الأدوية

  • بعض مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للنوبات، والتي قد تساعد في علاج الألم أو مشاكل النوم.
  • مسكنات الألم.

تغييرات نمط الحياة

  • الحصول على قسط كافٍ من النوم.
  • النشاط البدني المنتظم.
  • معرفة كيفية إدارة التوتر.
  • الموازنة بين النشاط والحاجة إلى الراحة.

العلاج بالكلام

يمكن أن يساعد العلاج بالكلام، مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، على تعلم استراتيجيات للتعامل مع الألم والتوتر والأفكار السلبية. إذا كان المريض يعاني أيضًا من الاكتئاب جنبًا إلى جنب مع الفيبروميالجيا، فيمكن أن يساعد العلاج بالكلام في ذلك أيضًا.

العلاجات التكميلية

ساعدت العلاجات التكميلية بعض الأشخاص الذين يعانون من أعراض الألم العضلي الليفي. لكن الباحثين بحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات لإظهار أيهما فعال. يمكنك التفكير في تجربتها، ولكن يجب عليك التحقق من مزود الخدمة الخاص بك أولاً. تشمل هذه العلاجات:

  • تأمل اليقظة.
  • الارتجاع البيولوجي (Biofeedback)، الذي يستخدم الأجهزة الإلكترونية لقياس وظائف الجسم مثل التنفس ومعدل ضربات القلب. هذا يعلمك أن تكون أكثر وعيًا بوظائف الجسم حتى يتمكن المريض من تعلم التحكم فيها.
  • علاجات الحركة مثل اليوجا والتاي تشي.
  • العلاج بالتدليك.
  • الوخز بالإبر.
  • الحجامة.

قد يهمك: أدوية الفيبروميالجيا | ١٠ أدوية تساعدك على تخفيف الألم

في الختام، يمكن القول أنه لا ينبغي الجمع بين الفيبروميالجيا والسحر، وأن الفيبروميالجيا مرضًا حقيقيًا وكذلك الأعراض التي تشعر بها.

المصادر:

  1. Medline Plus
  2. Health Line
  3. Mayo Clinic
  4. News Medical

Alaa OmarAuthor posts

Avatar for Alaa Omar

Alaa Omar كاتبة محتوى طبي، بخلفية في التحاليل الطبية والتغذية العلاجية، مهتمة بالبحث عن المعلومات الطبية موثوقة المصدر؛ للمساهمة في توعية القارئ بصحته.

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *