غالبًا ما يؤثر الارهاق والتعب المستمر عند مرضى الفيبروميالجيا تأثيرًا كبيرًا على قدرة الشخص على العمل أو تلبية احتياجاته الأساسية أو الانخراط في الأنشطة الاجتماعية.
لا يزال الأطباء والعلماء يعملون على فهم العلاقة بين الألم العضلي الليفي والتعب المستمر، ومن المحتمل يكون النوم المتقطع سببًا أساسيًا في الإصابة بالتعب والألم المرتبطين بالفيبروميالجيا، لكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة السبب.
تابع قراءة المقال لمعرفة المزيد حول العلاقة بين الارهاق والتعب المستمر والألم العضلي الليفي، وما يمكن فعله لإدارة هذا العرض.
الفيبروميالجيا والارهاق والتعب المستمر
الألم العضلي الليفي هو حالة مزمنة تتميز عادةً بألمٍ مزمنٍ واسع الانتشار، ويمكن أن يكون التعب عرضًا رئيسيًا أيضًا.
ووفقًا للجمعية الوطنية للفيبروميالجيا، يؤثر الألم العضلي الليفي على ما بين 3 لـ 6 في المائة من الأشخاص في جميع أنحاء العالم، ويعاني ما يقرب من 76 بالمائة من مرضى الفيبروميالجيا من التعب المستمر الذي لا يختفي حتى بعد النوم أو الراحة.
يختلف التعب الناجم عن الألم العضلي الليفي عن التعب الطبيعي المعتاد، ويمكن وصف التعب بأنه:
- إرهاق جسدي
- نوم غير عميق
- نقص الطاقة أو التحفيز
- مزاج متقلب
- اكتئاب
- صعوبة في التفكير أو التركيز
اسباب الارهاق والتعب المستمر عند مرضى الفيبروميالجيا
على الرغم من أن سبب الألم العضلي الليفي غير مفهوم تمامًا، يُعتقد أن الحالة ناتجة عن إساءة تفسير الدماغ والجهاز العصبي أو المبالغة في رد فعلهما تجاه إشارات الألم الطبيعية.
السبب الدقيق للفيبروميالجيا غير واضح، لكنه قد يكون مرتبطًا بالإصابات أو الصدمات النفسية أو العاطفية أو الفيروسات التي تغير الطريقة التي يدرك بها الدماغ الألم.
يمكن أن يفسر ذلك سبب انتشار ألم واسع النطاق في العضلات والمفاصل والعظام، إلى جانب نقاط الألم عند مرضى الفيبروميالجيا.
إحدى النظريات حول تسبب الألم العضلي الليفي في التعب أيضًا هي أن التعب هو نتيجة محاولة جسم المريض للتعامل مع الألم، ويمكن أن يؤدي رد الفعل المستمر هذا تجاه إشارات الألم في الأعصاب إلى الخمول والإرهاق.
وغالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بالألم العضلي الليفي من صعوبة في النوم أو الأرق، وقد يواجهون مشاكل في الخمول وكثرة النوم أيضًا، أو قد يشعرون بالإرهاق حتى بعد الاستيقاظ أو في فترات الظهيرة.
قد يتفاقم التعب بسبب مضاعفات الألم العضلي الليفي، وتسمى هذه الأسباب الثانوية وتشمل:
- انقطاع النفس أثناء النوم
- متلازمة تململ الساق
- انخفاض اللياقة البدنية
- زيادة الوزن
- الإجهاد
- الصداع المتكرر
- الاضطرابات العاطفية، مثل القلق والاكتئاب
- فقر الدم أو الأنيميا
- قلة نشاط الغدة الدرقية
اقرأ أيضًا: متلازمة التعب المزمن والفيبروميالجيا | أوجه التشابه والاختلاف في 7 نقاط رئيسية
طرق علاج الارهاق والتعب المستمر
من الممكن إدارة التعب والارهاق المستمر الناجمين عن الفيبروميالجيا عن طريق الأدوية وتغيير نمط الحياة، على الرغم من أنه قد يكون من الصعب التخلص من التعب تمامًا.
فيما يلي بعض الاستراتيجيات التي قد تساعد مريض الفيبروميالجيا على تقليل التعب والارهاق:
- تحديد محفزات التعب:
قد يساعد معرفة محفزات التعب على مكافحته، ويمكن أن يتأثر التعب أحيانًا (يصبح أسوأ أو أفضل) عن طريق:
- النظام الغذائي
- البيئة
- المزاج
- مستويات الإجهاد
- أنماط النوم
يجب على مريض الفيبروميالجيا الذي يعاني من الارهاق والتعب المستمر الاحتفاظ بسجل مكتوب أو إلكتروني لمستوى التعب لديه كل يوم، وتسجيل ما يأكله، وعندما يستيقظ، وعند الخلود إلى النوم، إلى جانب أي أنشطة يقوم بها في نفس اليوم.
بعد أسبوعين، يمكنه التعرف على ما إذا كان بإمكانه تحديد أي أسباب محفزة للتعب، على سبيل المثال، ربما يشعر بالارهاق الشديد بعد تناول وجبة خفيفة سكرية أو عند تخطي التمرين الصباحي.
يمكنه بعد ذلك استخدام هذه المعلومات لتجنب أو الحد من الأشياء التي تجعله أكثر إرهاقًا.
- ممارسة الرياضة بانتظام:
يجد مريض الفيبروميالجيا صعوبة في ممارسة الرياضة خاصةً عندما يكون متعبًا أو يعاني من الألم، لكن التمارين هي أحد أكثر الطرق فاعلية لإدارة التعب، وقد تساعد التمارين أيضًا في تقليل آلام الألم العضلي الليفي إذا أدى المريض التمارين بشكلٍ صحيح.
تساعد ممارسة الرياضة على زيادة كتلة العضلات وقوتها، فضلاً عن الصحة العامة، وكفائدة إضافية، يمكن أن يؤدي إطلاق الاندورفين أثناء التمارين إلى تحسين جودة النوم وزيادة الطاقة.
ينبغي على المريض أن يحاول البدء بـ 5 دقائق فقط من المشي يوميًا ثم زيادة السرعة والمدة ببطء بمرور الوقت، ويجب أن يناقش أي تغييرات في نظام التمارين الخاص به مع الطبيب.
- تغيير النظام الغذائي:
لم يثبت أن أي نظام غذائي محدد يقلل من أعراض الألم العضلي الليفي للجميع، لكن من الجيد دائمًا اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
يجب على المريض اتباع نظام غذائي مليء بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والدهون الصحية والبروتين الخالي من الدهون في وجباته اليومية، ويجب عليه تجنب الأطعمة المصنعة والمقلية والمالحة والسكرية، ومحاولة الحفاظ على وزن صحي.
هناك أيضًا دليل على أن الأطعمة التالية قد تزيد من بعض أعراض الألم العضلي الليفي:
- السكاريد القابلة للتخمر، والسكريات الثنائية، والسكريات الأحادية، والبوليول (FODMAPs).
- الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين.
- المواد المضافة إلى الطعام أو المواد الكيميائية الغذائية، مثل الأسبارتام.
- السموم المكسيكية، مثل غلوتامات أحادي الصوديوم (MSG).
يجب على المريض محاولة تجنب أو الحد من هذه الأطعمة ومعرفة ما إذا كان إرهاقه وألمه يتحسن أو يتلاشى.
اقرأ أيضًا: الفيبروميالجيا وزيادة الوزن | 5 عوامل توضح العلاقة بينهما
- اتباع روتين مريح للنوم:
ليس من السهل معالجة التعب والارهاق المستمر الناجمين عن الفيبروميالجيا بالنوم الجيد ليلاً، لكن النوم الجيد يمكن أن يساعد بمرور الوقت، ويعد روتين الاسترخاء قبل النوم خطوة أولى مهمة نحو الحصول على قسط جيد من الراحة ليلاً.
فيما يلي بعض النصائح لروتين نوم صحي:
- الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في مواعيد محددة يوميًا.
- تجنب النيكوتين والكافيين.
- المحافظة على غرفة النوم باردة ومظلمة.
- يجب إيقاف تشغيل الشاشات (الكمبيوتر والهاتف الخلوي والتلفزيون) قبل ساعة على الأقل من موعد النوم.
- إبقاء الإلكترونيات خارج غرفة النوم.
- تجنب تناول وجبة كبيرة قبل النوم.
- أخذ حمام دافئ قبل النوم.
- علاج الحالات الأخرى:
غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بالألم العضلي الليفي من حالات صحية أخرى (حالات مرضية مشتركة)، مثل متلازمة تململ الساق أو الأرق أو الاكتئاب أو القلق، وهذه الحالات يمكن أن تجعل التعب الليفي أسوأ.
اعتمادًا على التاريخ الصحي للمريض والحالات الأساسية الأخرى، قد يوصي الطبيب بما يلي:
- الحبوب المنومة للمساعدة في إدارة الأرق.
- الفيتامينات المتعددة لعلاج نقص التغذية إذا كان يعاني من سوء التغذية.
- مضادات الاكتئاب.
- مكملات الحديد لعلاج فقر الدم.
- تقليل التوتر:
العيش مع ألمٍ مستمر يمكن أن يسبب التوتر، والذي بدوره يمكن أن يجعل الارهاق والتعب أسوأ، ويمكن أن تكون اليوجا وتاي تشي والتأمل وأنشطة العقل والجسم الأخرى طرقًا ممتازة لتقليل التوتر.
في الختام، يمكن القول أن الارهاق والتعب المستمر عرضين أخريين ثانويين ناتجين عن الأعراض الأساسية للفيبروميالجيا، وأيضًا عند محاولة جسم المريض مقاومة أعراض الفيبروميالجيا المؤلمة والمزعجة.
يجب على مريض الفيبروميالجيا الذي يعاني من التعب والارهاق المستمر اتباع استراتيجيات تقليل التعب المرتبط بالألم العضلي الليفي محاولةً منه للتكيف وتقليل أعراض التعب.
المصادر:
[…] وجود إحساس دائم بالإرهاق والتعب عند بذل أقل مجهود. […]
[…] الإرهاق والتعب المستمر. […]